أهمية توافر المراعي في المناطق الصحراوية

اهمية توافر المراعي في المناطق الصحراوية

يعتبر توافر المراعي في المناطق الصحراوية ذا أهمية كبيرة لاستمرار نمط عيش ملايين الاشخاص حول العالم، نركز هنا خاصة فيما يتعلق بالاهمية الاقتصادية وتربية الحيوانات مثل الأغنام والماعز والأبقار والإبل. في هذا المقال، سنتناول أهمية توافر المراعي، التحديات التي يواجهها مربو الأغنام، وسنقدم اقتراحًا لإنشاء مرعى واستدامته، بالإضافة إلى أفكار أخرى قيمة تساعد مربي الأغنام.

  1. الأهمية الاقتصادية لتربية الحيوانات في المناطق الصحراوية: نتذكر جميعا ماذا حدث خلال فترة الاغلاقات العالمية اثناء جائحة كورونا، من هنا الاعتماد على الذات وتطويع البيئة المحلية لكي تكون المصدر المضمون للغذا، تلعب تربية الحيوانات دورًا حيويًا في الاقتصادات المحلية والوطنية في المناطق الصحراوية. إليك بعض الأهمية الاقتصادية لتربية الحيوانات:
  2. توفير اللحوم والحليب والجلود والشعر والصوف: يعتبر الأغنام والماعز والأبقار مصدرًا هامًا للحوم الطازجة ومنتجات الألبان مثل الحليب والأجبان. بالاضافة الى الصناعات الجلدية والمشغولات التي تستخدم بها باقي المواد الاولية مثل الصوف والشعر. يلبي توافر هذه المنتجات الغذائية الأساسية احتياجات السكان المحليين ويمكن تسويقها للمناطق المجاورة.
  3. توفير فرص عمل: يعمل تربية الحيوانات كمصدر للعمل والدخل للمجتمعات الريفية في المناطق الصحراوية. بكل تأكيد توفر الاستثمارات في تربية الحيوانات الى ايجاد فرص عمل مباشرة واخرى غير مباشرة، تلك الوظائف المباشرة هي فرص عمل للمربين والمزارعين والعمال الزراعيين، اما الفرص غير المباشرة تتمثل في باقي الشبكة مثل شركات النقل وشركات تصنيع مواد التعبيئة والتغليف ومحلات البيع المباشرة ، جميع هذه الفرص تساهم في تحسين مستوى المعيشة.
  4. تنمية الاقتصاد المحلي: يساهم قطاع تربية الحيوانات في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال تدفق الأموال والاستثمارات في المنطقة. يمكن أن يزيد طلب المنتجات الحيوانية من السوق المحلية والعالمية من الإيرادات ويحفز النمو الاقتصادي ويحفز الصناعات المحلية وتطويرها.
  5. صعوبات تربية الأغنام في المناطق الصحراوية:  يواجه مربو الأغنام في المناطق الصحراوية العديد من التحديات التي تؤثر على عملية التربية. إليك بعض الصعوبات الشائعة:
  6. نقص المياه: الماء هو مورد حيوي لتربية الحيوانات، وفي المناطق الصحراوية يكون توفر المياه محدودًا. قد يكون من الصعب العثور على مصادر مياه كافية لسقي الحيوانات وتلبية احتياجاتها الشرب.
  7. نقص المراعي: قد يكون توافر المراعي المغذية قضية صعبة في المناطق الصحراوية، حيث تكون الأراضي جافة ومستنزفة. قد يحتاج مربو الأغنام إلى التكيف مع طبيعة المنطقة والبحث عن مصادر مراعي بديلة أو إعداد خطط لتغذية الحيوانات.
  8. التغيرات المناخية: تتعرض المناطق الصحراوية لتقلبات مناخية كبيرة وتحديات بيئية مثل الجفاف والحرارة المرتفعة. هذه التغيرات تؤثر سلبًا على صحة الحيوانات وإنتاجيتها.
  9. نقدم مقترح لتأسيس مرعى وكيفية استدامته: لتحقيق استدامة تربية الأغنام في المناطق الصحراوية، يمكن اعتماد بعض الإجراءات والأفكار العملية، مثل:
  • التنظيم والتخطيط: قبل إقامة المرعى، يجب التخطيط بعناية لتحديد شروط اختيار الموقع وحماية الموقع من اثار التغير المناخي مثل السيول، وكذلك التخطيط  بعناية لتحديد المساحة المناسبة واختيار المسافة عن موقع تربية الحيوانات وتقليل مسافات النقل.
  • الطاقة الاستيعابية للمرعى: تحديد عدد الحيوانات المناسب للمرعى بحيث لا يشكل ضغط على قدرة واستيعاب المرعى للطاقة القصوى للرعي. يجب أيضًا مراعاة البيئة المحيطة والاحتياجات المائية والتغذوية للحيوانات.
  • التقنيات الزراعية المستدامة: يمكن استخدام تقنيات زراعية مستدامة لتوفير المراعي المغذية. على سبيل المثال يوجد طرق مثل الزراعة المائية وكذلك الزراعة المكشوفة او المحمية لنباتات الازولا ونظام الأكوابونيكس لزراعة المحاصيل الخضراء والعلف الحيواني داخل مراعى الأغنام.
  • إدارة موارد المياه: اختيار موقع يتوفر به كميات مناسبة وكافية من ماء الري ونوعية الماء تناسب مع تربية الحيوانات.
  • اختيار اصناف جديدة من بذور الاعلاف بحيث تتناسب مع المنطقة وتتميز بعدم احتياج كميات كمبيرة من الماء وذات محتوى غذائي عالي.
  • يجب تطبيق إجراءات فعالة لإدارة وتوزيع المياه بشكل صحيح داخل المرعى. يمكن استخدام تقنيات الري الذكية مثل الري بالتنقيط واستخدام أنظمة توفير المياه المبتكرة لتقليل استهلاك المياه وتحسين كفاءة استخدامها، على سبيل المثال، يمكن استخدام شبكات ري ذكية تعمل حسب احتياج النبات والارض للري وتعمل بشكل آلي.
  • التدابير الوقائية والرعاية الصحية: يجب توفير الرعاية الصحية اللازمة للحيوانات واتباع التدابير الوقائية للحفاظ على صحتها. ضمن هذه التدابير تدخل الفحص الدوري والتطعيمات والتحكم في الآفات والأمراض وخاصة بتلك المتعلقة بالاعلاف الخضراء او تلك الجافة.
  • ادارة المشروع بشكل يتناسب مع طبيعة المنطقة من حيث فترات حصاد المنتج او اوقات وكميات الري او اية عملية زراعية اخرى مثل التسميد او برامج الوقاية من الامراض.
  • من الفرص المهمة جدا وجود امكانية تحويل منتجات الاعلاف الخضراء الى منتج اخر وهو السيلاج كمادة علفية محفوظة ويسهل عملية النقل والتخزين والاستخدام.
  • التعاون المشترك: يمكن أن يكون التعاون بين مربي الأغنام مفيدًا لتبادل فائض المنتجات من المواد الاولية وكذلك تبادل المعرفة والخبرات والتبليغ عن الاصابات لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، وكذلك توفير الموارد المشتركة مثل المرافق الصحية وتخزين الأعلاف.
  1. أفكار أخرى ذات قيمة نوعية تعود على شبكة المزارعين ومربي الحيوانات:
  • التسويق المباشر: فرصة لمربي الأغنام تسويق منتجاتهم الاولية من منتجات الاعلاف الزائدة مباشرة للمستهلكين المحليين فيما بينهم، وكذلك تسويق المواد الاولية مثل الحليب وغيرة من المنتجات الى الاسواق والمطاعم والمتاجر المحلية. يمكن أن يسهم التسويق المباشر في زيادة الربحية وبناء علاقات مستدامة مع العملاء وعدم خسارة المنتجات.
  • التدريب والتعليم: التعاون من المعاهد والجامعات والمراكز البحثية المختلفة في مجال توفير برامج تدريبية وتعليمية لمربي الأغنام في المناطق الصحراوية. يساهم التدريب في زيادة المعرفة والمهارات وتحسين ممارسات التربية والرعاية.
  • البحوث والابتكار: مهم جدا ويكون على عاتق الجهات الرسمية وبالتعاون مع القطاع الخاص في دعم البحوث والابتكار في مجال تربية الأغنام في المناطق الصحراوية. يمكن أن تسهم الدراسات العلمية والابتكارات التقنية في تحسين إنتاجية المرعى وتطوير طرق تربية الحيوانات بشكل أكثر فعالية واستدامة.

باختصار، توفر المراعي في المناطق الصحراوية فرصًا اقتصادية هامة لتربية الحيوانات، ولكنها تواجه تحديات مثل نقص المياه ونقص المراعي. من خلال التخطيط الجيد، واستخدام التقنيات الزراعية المستدامة، وتبادل المعرفة والتعاون، يمكن تأسيس مراعٍ ناجح ومستدام في المناطق الصحراوية وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية لمربي الأغنام.